كان شاهدا على المجازر الصهيونية فى لبنان

كان شاهدا على المجازر الصهيونية فى لبنان
عبد المنعم أبو الفتوح: الأنظمة فاسدة ومستبدة وتفتقد للشرعية

شاهد الدماء متناثرة هنا وهناك الحطام سيد الموقف.. الترقب يملأ الأعين.. شاهد أيضا أحشاء الأطفال تتدلى وآثار الحروق والقذائف تؤكد أن الأسلحة المحرمة دولياً قد استخدمت فى الهجوم على لبنان وأن القنابل العنقودية تستخدم يومياً كسلاح أساسى ضد اللبنانيين.

- برأيك ما هو الهدف من ضرب لبنان؟

-- تنفيذ المشروع الأمريكى الصهيونى فى إخضاع المنطقة بالكامل للنفوذ الصهيونى تحت الرعاية الأمريكية.. وضرب لبنان جاء لتدميره وإخضاع شعبه لتلك الهيمنة بعد أن اخضعوا الأنظمة وجيوشها ولم يبق أمامهم سوى المقاومة الشعبية ولهذا جاءوا لضربها فى لبنان ممثلة فى حسن نصر الله.. وهو المشروع الذى يبدأ بالكيان الصهيونى وينتهى به!!

- كيف ترى الموقف العربى الرسمي؟

-- لم افاجأ به وكنت متوقعاً أن تفعل ما فعلت فهى أنظمة فاسدة ومستبدة مما أدى إلى افتقادها الشرعية الشعبية.. ولقد تنازلت الأنظمة عن حقوقها وفقدت تاريخها و انبطحت واستسلمت للغير.. وما حدث فى الجامعة العربية عند اجتماع الوزراء العرب دليل على ما أقول.. ونرفض لجوءهم إلى مجلس الأمن لأن القضية عربية ومشروعة فنحن أصحابها الأصليون والأولى بنا إيجاد مخرج وحل لها.

وهذه الأنظمة يجب أن تستبدل وتزال وتتغير فقد حان وقت التغيير لأنها سلكت المسلك الأمريكى فصمتها رزيلة واعطت للصهاينة والأمريكان الضوء الأخضر لاستباحة الدماء العربية.

- ما المقصود بالشرق الأوسط الجديد؟

-- السيناريو الأمريكى الصهيونى يهدف إلى أمركة وصهينة المنطقة العربية والإسلامية وان تكون القيادة فى أيديهم فالإدارة الأمريكية المتطرفة التى يقودها بوش هى محاولة هدم العالم الإسلامى ومحو الخريطة العربية حتى تكون إسرائيل قائدة هذا المحور.. وأعتقد أنه محور الشر الأكبر.. وأرى أنها سياسة أمريكية غبية فلا يجوز دمج الاقتصاد العربى مع الصهاينة حتى تستطيع الأخيرة التحكم فى مجريات الأمور.. فلا يمكن الدمج فى ظل الحقوق المسلوبة والشعوب المقهورة.

- هل هناك صدام حدث مع السعودية والإخوان بعد الموقف السعودى الرسمى لضرب لبنان؟

-- لا أريد الحديث فى مثل هذه المسائل لأننى أؤمن بتوحيد القوى ومع ذلك أعتقد أننا أعلنا اختلافنا مع السعودية وغيرها وكل الذين حاولوا اتهام المقاومة فى لبنان بأنها السبب فى ضربه.. فالإخوان المسلمين ليست جماعة صدامية ولكنها تصطدم فقط عندما يكون الأمر يخص جموع الأمة فى اتفاقها على أمر ويكون لأفراد رائى آخر وهدف يكون لصالح أعداء الأمة وضد مصلحة الشعوب.. هنا نعلن موقفنا بوضوح ولا نخشى فى الحق لومة لائم.. وأعتقد أن الأزمة اللبنانية تدل على مواقفنا.

- لقد اختفى الإخوان من الساحة السياسية؟

-- هذا غير صحيح ولكن ما حدث أننا نقيم المظاهرات فى عدد من المحافظات وآخرها بميدان الجيزة وحاولنا داخل الأزهر الأسبوع الماضى ولكن حشود ما يزيد على مائة ألف جندى أمن مركزى حال دون الخروج، لأننا نرفض إراقة الدماء لنا ولغيرنا من مختلف القوى التى تشاركنا.

وكنا أول من أصدر بياناً ضد العدوان ولقد أشاد به زعيم المقاومة حسن نصرالله.

وأيضا اقمنا مظاهرات للأطفال فى بعض المحافظات وأخرى للسيدات وجميعها يقودها الإخوان المسلمين بمعنى نحن متواجدون بالساحة.. وأيضا هناك لقاءات مع مختلف القوى السياسية والشعبية.

- هل تتفق على أن الإصلاح السياسى قد اختفي؟!

-- أولا مصر مفتاح المنطقة العربية والإصلاح يبدأ منها والتغيير كذلك ولكن النظام والأنظمة الفاسدة والتى تؤمن بالتريث وتحكمنا منذ30 عاما وتريد 30 عاما أخرى هى التى تريد بقاء الأوضاع الفاسدة حتى تظل هيمنتها ولهذا يرفضون الديمقراطية والحرية.

فالأزمة التى تعيشها الأمة سببها الرئيسى الديكتاتورية التى تحكمنا ونكبة الأمة.. فمنذ كامب ديفيد وهناك حالة انفصام فى شخصية الأنظمة العربية ومحاولة فصله عن أمته.

- كيف ترى الرئيس عبدالناصر؟

-- الرئيس عبدالناصر - له وعليه - ولكن الآخرون جميعا عليهم ولا يوجد لهم شيء.

- وكيف ترى حسن نصر الله المقاوم الحر؟

-- لقد قدم حسن نصرالله ابنه شهيداً للأمة والآخرون يقدمون ابناءهم لوراثة الحكم!!.

- أثناء زيارتك الأخيرة للبنان.. كيف ترى الوضع؟!

-- لقد شاهدت آثار القنابل العنقودية فى أجساد الأبرياء وأن الصهاينة يستخدمون كعاداتهم الأسلحة المحرمة دائما ضد العرب وبصفتى طبيباً أعلم تماماً من خلال رؤيتى للجثث المحترقة وآثار القذائف فى أجساد المواطنين.. انهم قتلوا بأسلحة محرمة دولياَ.

- أنت رئيس الاتحاد العربى للأطباء ماذا قدم الاتحاد للبنان وفلسطين؟

-- نحن أول وفد طبى شعبى يمثل اتحاد الأطباء وقدمنا مواد إغاثة وأدوية ونحتاج إلى ثلاث مستشفيات متنقلة وصل إلى لبنان واحدة ومنتظر الدعم الشعبى أو الحكومى لإرسال باقى مواد الإغاثة من أدوية وخلافه.. وسوف نقيم حفلا خيرياً الهدف منه دعم فلسطين ولبنان بالاحتياجات الطبية الضرورية.. ولقد أخطرنا الأخوة فى سوريا بأن يكون المركز الرئيسى للإغاثة دمشق لأنها الأقرب للبنان

إن القدرة على التعبير هي القدرة على الحياة