موقع علاج بالقرآن والسنة تحت إشراف فضيلة الشيخ سامى عثمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


علاج المس،السحر،الحسد، دعوة،اعداد دعاة،اخوة فى الله، شات صوتى ......
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 


 

 مفهوم الحب في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sara
عضو فريق عمل الموقع
عضو فريق عمل الموقع
sara


عدد الرسائل : 352
تاريخ التسجيل : 06/09/2007

مفهوم الحب في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الحب في الإسلام   مفهوم الحب في الإسلام Icon_minitime125th فبراير 2008, 5:49 am


حوار مع فضيلة الدكتور يوسف القرضاوى

مفهوم الحب في الإسلام


المقدم
فضيلة الشيخ .. الحب قد يكون ذكر هذه الكلمة عند بعض الناس لها مفهوم معين ولكن ما هو مفهومها في الإسلام؟

القرضاوي
هناك بعض الأخوة الفضلاء بمجرد أن أُعلِن عن هذا الموضوع عاطفة الحب ظنوا أنَّا سنتكلم عن الحب الذي تلهج به أجهزة الإعلام وتتحدث عنه الأغاني، عن هذا النوع من الحب، حب المرأة وحب المرأة كجسد فقط وقالوا كيف تتكلمون عن مثل هذا ولكن في الواقع هذه الكلمة ظُلِمت، كلمة الحب كلمة كبيرة ومعناها معنى واسع ولها مجالات رحبة تشمل الحياة وما بعد الحياة، تشمل حب الله تعالى وحب رسوله وحب الدين وحب الوطن وحب الأسرة وحب الناس وحتى حب الموت، فهذه الكلمة مظلومة، نحن نعلم أن الإنسان عقل وقلب أو كما يقول علماء النفس المحدثون الإنسان عقل وعاطفة، فلا يستغني عن واحدة من هاتين عقل وعاطفة وأول ما يتجلى فيه العقل التفكير، وأبرز ما تتجلى فيه العاطفة الحب، فإذا كان الفيلسوف الشهير ديكارت قال كلمته الشهيرة: "أنا أفكر إذن أنا موجود"، نستطيع أن نقول "أنا أحب إذن أنا موجود"، فالعاطفة معبرة عن الإنسان كما أن العقل معبر عن الإنسان، فالإنسان كيان مزدوج فيه هذا العقل المفكِّر وفيه هذه العاطفة الشاعرة والخطر في أننا نجعل هذه الكلمة مقرونة بالمرأة وبجسد المرأة، فأنا أريد أن أقول أن الذين قيَّدوا معنى الحب ومفهومه بهذه العلاقة الخاصة التي يتغنى بها المتغنون هؤلاء ظلموا مفهوم الحب ومعنى الحب، نحن نريد بهذه الحلقة في الحقيقة أن نشيع معنى الحب في الحياة كلها، أكثر ما تشكو منه حياة الناس في عصرنا هو الأنانية أن كل إنسان يريد أن يعيش لنفسه لا يحب الناس بعضهم بعضاً، غلبت العرقية وغلبت النفعية وغلبت الأنانية على الناس، فنريد إشاعة المحبة بالمفهوم العام، الذين ظنوا أن هذه العلاقة مقصورة على هذا الجانب بين الرجل والمرأة ظلموا الكلمة وظلموا مفهومها، فالإنسان فرد وأسرة ومجتمع وأمة والفرد عقل وعاطفة وجسم وروح والعاطفة ليست عاطفة الحب فقط، بل عاطفة الحب وعاطفة البغض وعاطفة الرغبة وعاطفة الرهبة وعاطفة الرجاء وعواطف كثيرة، حتى لو قلنا عاطفة الحب.. حبي لمن؟ حب الله وحب رسوله وحب الدين وحب الوطن وحب الناس وحب الخير أنواع من الحب وحتى لو قلنا حب المرأة، المرأة من؟ المرأة بنتاً والمرأة أماً والمرأة أختاً والمرأة زوجة، فليس حب المرأة مقصور على حب ما يسميه علماءنا الأقدمون "عشق الصور" أنه يعشق صورة المرأة ويعيش لهذا فقط، لا .. معنى الحب معنى أكبر من هذا، فإذا أردنا أن نتحدث عن الحب فلابد أن نتحدث عن الحب في مجالاته المختلفة وبأنواعه الكثيرة حتى نعطي الكلمة حقها.


المقدم
كيف نوفق بين حب الحياة وحب الموت وبالذات الموت في سبيل الله كما في بعض الجماعات الإسلامية التي ترفع شعار "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا".

القرضاوي
الحياة مرحلة لابد منها ولكن لابد أن تنتهي بالموت، حينما يأتي الموت المؤمن يرحب به كما قال يحيى بن معاذ

لا يكره الموت إلا مُريب فهو الذي يقرِّب الحبيب من الحبيب

القرآن يقول (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم) لو كان الموت عدماً لم يخلق، الموت مرحلة انتقال كما قال الشاعر:

وما الموت إلا رحلة غير أنها من المنـزل الفاني إلى المنـزل الباقي

لا تظنوا الموت موتاً إنه ليس إلا رحلة من ها هنا، فحتى الموت يحبه الإنسان، معنى هذا أن المسلم عنده قلب كبير وعنده عاطفة واسعة جداً تسع الكون بأرضه وسمائه وتسع الناس، يحب الناس، يحب الخير للناس، كل الناس يحب الخير للمسلم ولغير المسلم، وحتى للإنسان وللحيوان، فهذا القلب الرحب وهذه العاطفة الواسعة تشمل الوجود كله، فهذا هو معنى الحب، ثم حب الناس، فحب الناس هذا أنواع يبدأ بأن الإنسان يحب لنفسه الخير فلا مانع ولكن لا يصل إلى درجة الأنانية أن يحب نفسه ولا يحب أحداً إلا نفسه، لا .. لأن هذه هي الأنانية القاتلة إنما أنا أحب نفسي ولكن مع حب الناس من حولي، أحب أسرتي أحب أولادي أحب زوجتي أحب إخوتي، أحب أقاربي بل أحب الناس جميعاً، الله تعالى يقول (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) أنا أفكر أن الأرحام هنا ليس فقط الأرحام وهي أقارب الإنسان من أسرته بل الأرحام الإنسانية لأنه يقول (الذي خلقكم من نفس واحدة) فهو يتكلم عن الناس يخاطب الناس، فهناك رحم إنسانية واشجة، ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام في دبر كل صلاة يقول "اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه أنا شهيد أنك الله وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه أنا شهيد أن محمداً عبدك ورسولك، اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه أنا شهيد أن العباد كلهم أخوة" الأخوة بين العباد والأخوة تتضمن معنى المحبة.


المقدم
فضيلة الشيخ لو انتقلنا إلى موضوع الحب بين الشباب أو بين الرجل والمرأة ما حكم هذه العلاقة؟ هل الحب في الإسلام جائز شرعاً؟

القرضاوي
الحب في الإسلام جائز بشرط ألا يسعى الإنسان إليه فلا يقول: أنا قررت أن أحب، يعني لازم أشوفلي واحدة أحبها، ويقعد يعاكس في التليفونات، لا .. الحب هو الذي يفرض نفسه على الإنسان، هو يسعى إلى الإنسان ولا يسعى الإنسان إليه، ولذلك نجد عشاق العرب والذي يقولوا عليه الحب العذري وهو الحب العفيف الطاهر هؤلاء مثلاً قيس وليلى كيف أحبها هي بنت عمه يراها وهي خارجة ورائحة ترد الماء، وعاش في الصبا يراها فتعلق قلبه بها، كذلك عنتر وعبلة أو كُثيِّر وعزة أو جميل وبثينة، هؤلاء لم يسعوا إلى العشق، بعض الناس الآن يفكر أنه لازم يحب والبعض يقولوا لك، لابد الزواج يكون عن حب، لا .. ليس لابد، أنا قرأت دراسة وبالإحصائيات قالوا إن أسعد أنواع الزواج وأكثرها استقراراً ما كان على الطريقة التقليدية، يعني الواحد يروح لأهل الفتاة أو تأتي أمه أو أخته أو نحو ذلك تقول عن فلانة بنت فلان، ويسأل عن أوصافها أو نحو ذلك ثم يروح يخطبها والشرع هنا يحبذ أمراً كثيرا ما تركه الناس وخصوصاً في منطقة الخليج وهو الرؤية "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" يؤدم وهي قضية الائتدام والائتلاف، الألفة والمودة التي ذكرها القرآن (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) هذه المودة تأتي بالعشرة وبحسن العشرة تأتي مودة ليس بالضروري أن تصل إلى مرتبة الحب أو العشق أو الغرام أو الهيام أو الصبابة أو التولّه والتتيُّم، العرب ذكروا للحب مراتب وجعلوا لكل مرتبة منها لفظة من غنى اللغة العربية فإذا الإنسان مثلاً بنت الجيران كان يشوفها منذ الصغر وكذا وتعلق قلبه بها، الإنسان لا يملك قلبه، القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، واحد يشتغل في مؤسسة من المؤسسات وهناك زميلة معه يراها كل يوم ورآها إنسانة نبيلة ومحتشمة وملتزمة وليست عابسة ولا لعوباً ورأى من أخلاقها وأعجبته صورتها فتعلق بها قلبه، فلا تستطيع في هذه الحالة أن تمنع القلوب أن تتحرك، فإذا تحركت القلوب فمن حق الإنسان أن يحب إنما لا تحجر على الإنسان ولا تسعى إليه سعياً لأنك تسعى إلى بلاء إذا ابتُليت به فالإنسان يحاول أنه يبتعد فإذا ابتلي لابد أن نساعده على هذا ولذلك جاء في حديث ابن عباس "لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح" أي مثل الزواج وذلك لأن جماعة جاءوا شكوا للنبي عليه الصلاة والسلام وقالوا: عندنا ابنة تقدم لها اثنان رجل معسر ولكنه شاب ورجل موسر ولكنه شيخ وابنتنا تهوى الشاب وإن كان معسراً، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: "لم ير للمتحابين مثل النكاح" أي لا علاج للمتحابين إلا أن يقترنا بهذا العقد الشرعي الزواج "لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح" مثل الزواج ومثل هذا الرباط المقدس.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم الحب في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع علاج بالقرآن والسنة تحت إشراف فضيلة الشيخ سامى عثمان :: القسم الاسلامى :: منتدى القضايا الاسلامية-
انتقل الى: