- س- ما حكم من يفعل المحرمات ويتركالواجبات ويقول (لو اراد الله ان يهديني لهداني )؟
جواب : هذا مناتباع ابليس الذي قال لربه (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ
صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (الأعراف : 16 ) فاول من احتج بالقدر ابليس فلم تنفعه
هذه الحجة واما ادم وحواء فقالا (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْتَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف : 23 ) فاختر لنفسك مع من تريد ان تكون فإن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهميظلمون .
-
ألان نريد نشرح بعض الاثار المترتبة على الايمان بالقضاء والقدر.
وهى على أربع أوجه.
1. ألاجل:
فأن الايمان بالقضاء ةالقدر يجعل العبد يعلم أن اجله مكتوب ولن يتقدم أو يتأخر فلن يصيبه داء الجبن الذى كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتعوذ منه (( اللهم إنى أعوذُ بك من الجبن والبخل))، ولن يُحجم فى المواطن التى أمره الله – عز وجل – بالاقدام فيها ، سواء فى الجهاد فى سبيل الله – عز وجل – والذود عن حياض الاسلام ، أم فى الدعوة إلى الله – عز وجل – بأن يقول كلمة الحق لا يخاف فى الله لومة لائم.وكذلك اذا علم العبد أن اجله مكتوب فهو لا يدرى أقريب هو أم بعيد ، وأن الله – عز وجل – وحده هو الذى يعلم متى ستوافيه منيته فلن يسوف بالتوبة، وسيبادر بالاعمال الصالحة ، لانه لا يدرى هل كتب له أن يعيش غداً أم يموت اليوم؟ ولذلك كانت وصية عبد الله بن عمر : (( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا امسيت فلا تنتظر الصباح)).2. الرزق:أذا أيقن العبد أن رزقه مكتوب قبل أن يولد فلن يداهن فى دين الله – عز وجل – خوفاً على ما يسمونه (لقمة العيش) ، ولن يبيع دينه بعرض من الدنيا، كحال أولئك الذين وصفهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقولهبادروا بالاعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافراً ، ويمسى مؤمناً ، ويصبح كافراً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا ) نرقعُ دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقعُ3- العمل:
إذا علم العبد أن عمله مكتوب قبل أن يولد ، فإذا كان من الحسنات ؛ فإنه لن يغتر به بل سينسب الفضل لله – عز وجل – ، وإن كان من السيئات فسيبادر بالتوبة منها ،فإذا تاب وأناب فإنه لن يصاب باليأس من رحمة الله الذى يقعده عن سلوك سبل المعالى ، وليس لاحد أن يعيره لانه تاب منه.
ولكن الحذر من الاحتجاج بالقدر على الذنوب مع عدم التوبة منها؛ فإن القدر ليس بحجة فى المعائب ولكنه حجة فى المصائب ، والذنب بعد التوبة بمنزلة المصيبة كما دل على ذلك حديث احتجاج آدم وموسى.
4- الشقاء والسعادة:
وأذا علم العبد أن من عباد الله من يعمل ( بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ؛ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)
، خاف على نفسه من سوء الخاتمة ، ولم يأمن مكر الله –عز وجل – كحال أبى بكر الصديق – وهو من هو – حين يقول ( لا آمن مكر الله وإن كانت إحدى قدمى فى الجنة )
فمن الايمان بالقضاء والقدر أن يؤمن بقدر الله عز وجل له وان الله ايضاً لا يضيع أجر من أحسن عمله.
- ما حكم من لم يؤمن بالقدر؟جواب- لو انفق مثل احد ذهبا ما تقبل منه حتي يؤمن بالقدرولومات علي غير ذلك لكان من أهل النار.هكذا روي حذيفة وابن مسعود وزيد بن ثابت رضيالله عنهم عن النبي صلي الله عليه وسلم وقال تعالي (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِيالنَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ* إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُبِقَدَرٍ) (القمر 48 : 49 )
وألان يأتى وقت أن نخرج ما تم أستفادته من الايمان بالقضاء والقدر حتى نطبق ما فهم من هذا البحث فى الواقع وإلا ليس للتعلم فائدة.
1- الاطمئنان بالله وعدم الجزع ؛ إذ قد كتب كل شىء فلابد من حدوث ما كتبه فلا يجزع العبد إذ اختيار الله له خير من أختياره هو لنفسه ، والله رحيم حليم،
2- التوكل على الله وحده وعدم المبالاة بالناس كلهم ، فلو اجتمعوا على ضره أو نفعه ولم يرد الله ذلك فلن يستطيعوا.
3- عدم السخط على قدر الله من أمور الدنيا ؛ فإن ذلك يفتح عمل الشيطان.
4- الايمان بحكمة الله الباهرة ؛ حيث ما خلق شيئاً إلا لحكمة حتى ما يبدو فيه شر فإنه يترتب عليه خير عظيم.
5- الايمان بعلم الله الشامل ، حيث وجه كل صنف لما يصلح له ( والله عليم بالظالمين) ، ( والله عليم بالمتقين)
6- الثقة فى اختيار الله لعبده وعدم الحزن على فقد ولد أو زوج أو حبيب ، فهذا الغلام الذى قتله الخضر لو عاش لكفر ولأرهق أبويه طغياناً وكفراً ، فلا تحزن على فقد حبيبك ، فربما لو عاش حبيبك لجرك إلى معصية.
7- السعى بكل مستطاع فى أسباب الهداية وترك المستطاع من أسباب الغواية ، إذ كلٌ ميسر لما خلق له ، فمن سعى فى الخير فُتح له ، ومن سعى فى الشر فُتح له وكلاً بأذن الله.
8- الخوف الشديد من سوء الخاتمة إذ هى مغيبة والنفوس تستحق كل سوء ، والرب أهل لكل خير .
9- عدم العجب بالعمل الصالح ، إذ هو منهٌ من الله وتوفيقٌ منه أصلاً.
10- عدم الامن من مكر الله ، ومُدوامة لوم النفس ومعاتبتها إذ فيها الآفات والخفايا ما لا يعمله إلا الله.
11- دوام اللجوء إلى الله – عز وجل – والتضرع اليه بالتوفيق لكل طاعة.
12- التفريق بين المحبة وألارادة ، فليس كل ما أراد الله أحبه وليس كل ما أحبه أوجده فقد شرع لعباده ما يُحب، ولكن جعلهم يتصرفون بإرادتهم ، فمنهم من يطيع ومنهم من لا يطيع.
وفى النهاية أسال الله ان يرزقنا التعبد به بهذه العبادة وهى عبادة الايمان بالقضاء والقدر
محبكم فى الله
متى التوبة؟
المراجع
1- كتاب القضاء والقدر للعلامة الشيخ \ ياسر برهامى
2- كتاب معرج القبول
3- كتاب 200 سؤال وجواب فى العقيدة
4- وبعض البحوث الاخرى
ونسألكم الدعاء بظهر الغيب بارك الله فيكم وثبتكم على الحق أنه ولى ذلك ومولاه