الحمد لله الذي نزل القرءان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، والصلاة و السلام على من جعله نبراس الحكمة و سراجا منيرا ، و على اله و صحبه و التابعين ، و سلم تسليما كثيرا .
وبعد فالقرءان الكريم هو أعظم كتاب أنزل ، على أفضل نبي أرسل ، و قد خص الله تعالى هذه الامة في كتابهم هذا بما لم يكن في لامة من الأمم في كتبها المنزلة ، فإنه تعالى تكفل بحفظه دون سائر الكتب ، قال تعالى :*انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون *
ترجمة الأئمة : نافع وورش و الأزرق
1- الآمام نافع : هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم ، و هو أحد الأئمة السبعة الذين إشتهروا في جميع الأفاق ، و أصله من أصبهان ( في إيران ) و هو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة ، و كان أسودا شديد السواد و كان إماما في علم القرءان و علم العربية ، أم الناس في الصلاة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين (60) عاما ، و عاصر الإمام مالك و قرأ عليه الموطأ و قرأ مالك عليه القرءان ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة المنورة ، واجتمع الناس عليه بعد التابعين ، أقرا بها أكثر من سبعين سنة و كان نافع إذا تكلم يشم من رائحة فيه المسك ، فقيل له : أتتطيب ؟؟ فقال : لا ، و لكن رايت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم و هو يقرأ في في ، فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة . توفي سنة 169ه على الصحيح و مولده في حدود سنة 70ه
2- الإمام ورش : هو أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش لشدة بياضه ، رحل الى المدينة ليقرأ على نافع ، فقرأ عليه أربع ختمات سنة 155ه و رجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء فيها ، فلم ينازعه فيها منازع ، مع براعته في العربية ، و معرفته بالتجويد ، و كان حسن الصوت لا يمله سامعه ، قيل : كان إذا قرأ على نافع غني على الكثير من الجلساء . ولد بمصر سنة 110ه و توفي سنة 197ه
3- الإمام الأزرق : كان محققا ثقة ذا ضبط و إتقان ، هو الذي خلف ورشا في القراءة و الإفراء بمصر ، و كان قد لازمه مدة طويلة ، و قال : كنت نازلا مع ورش في الدار فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر و تحقيق ، أما التحقيق فكنت أقرا عليه في الدار التي يسكنها ، و أما الحدر فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالإسكندرية .
توفي رحمه الله في حدود سنة 240ه