موقع علاج بالقرآن والسنة تحت إشراف فضيلة الشيخ سامى عثمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


علاج المس،السحر،الحسد، دعوة،اعداد دعاة،اخوة فى الله، شات صوتى ......
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 


 

 حالة اعرفها

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
متى التوبة؟
معالج
معالج
متى التوبة؟


عدد الرسائل : 692
تاريخ التسجيل : 31/05/2007

حالة اعرفها Empty
مُساهمةموضوع: حالة اعرفها   حالة اعرفها Icon_minitime18th يناير 2008, 2:38 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه حالة نفسية لاخ لى فى الله وكلما اخبرته يا شيخى بان علاجه يسير بالقرءان يقول لى انت تفهم اكثر من الشيخ محمد اسماعيل المقدم هو قال لى علاج كيميائى وانت تقول قرءان؟فبماذا ارد عليه شيخنا الشيخ سامى هذه رسالة له ارسلها لطبيب بحالته كاملة والرد من الدكتور يلحقها ايضاً فنرجوا تعليقك شيخنا على هذه الحالة وجزاك الله عنا خيراً...






غير محدد
السائل :وليد
الســؤال
وبداية لا أدري هل كانت بداية ما أعانيه من قديم أم لا ولكن أنا في معاناة شديدة من وسواس الموت أعلم أن الموت وتذكره مطلوب ولكن ما يحدث لي غير بناء نهائي يعني مدمر ويؤخر وينكس يعني يهاجمني في الصلاة وأود لو فررت من الصلاة في البداية كنت مهتما بالمعلومات الطبية لو حدث لي أي ألم ذهبت للطبيب وبعد أن يكشف علي يقول إني مصاب بكذا فينشرح صدري وأخرج سليم معافى تقريبا وينزاح من على صدري هم كبير فلقد عرفت ما بي.

ولكن قبل الذهاب للطبيب أظل أجلس ولو كان (صداع) أقول سرطان أو حمى شوكية أو يكون ارتجاج أو تكون سكرات موت أظل هكذا إلى الصباح حتى أذهب لطبيب وعندما يقول عندك كذا يطمئن قلبي وتقريبا يزول نصف ألمي أو أكثر وكم حدث لي أن أصابتني تخمة أو انتفاخ فأظل أقول هذه ضيق نفس وهذه سكرات موت وسوف أموت وأظل في معاناة شديدة حتى الصباح مجرد آذان الفجر أستريح جدا وأنزل أصلي وأعرف أنام بكل راحة (دائما ما يحدث لي هذه الأشياء ليلا وأستشعر الموت فيها أما لو كانت نهارا فلا تكبر إلى هذه الدرجة) (وكنت أتجنب أصدقاء السوء خوفا من أن يضروا صحتي بموبقاتهم ولو كان أحدهم قال لي تعالى تذهب لكذا وأن نفعل كذا أقول أنا عندي التهاب كبد وبائي وكبدي ضعيف قد أموت لو تناولت شيء).

وكنت أتجنبهم وكانت أطرافي ترتعد من سماع كلمة المخدرات وقديما كنت شاهدت في التلفاز برنامج عن المخدرات جعلني أرتعد خوفا منها ومن أثرها المدمر ووصلت لدرجة أن لو أعطاني أي صديق أو قريب حلوى أو طعام آخذه منه ثم ألقيه في أي مرحاض وكنت أتابع أي أحد يعمل لي قهوة ونادرا ما كنت أتناولها منه وأظل أتابع أحوالي بعد شربها خوفا من أن يكون قد وضع لي شيء فيها وكنت أذنب ذنب وبعدها يحدث لي صداعا كنت أموت منه خوفا بل كنت أبكي لله أن يرحمني منها ويتوب علي حتى من الله علي ورحمني منه

وحدث لي حادثة صغيرة ذهبت لطبية وكتبت لي دواء خطير كدت أموت منه كان شنيعا (اسمه أوراب) وعندما ذهبت إليها في اليوم الثاني قالت لي معذرة (آه سوي) قلت (سوري) وبدأت أهتم بالعلاج الطبيعي الأعشاب وعسل النحل وتركت العلاج الكيمائي وخشيته حتى أنني كنت أتحمل آلام الأسنان علي الذهاب للطبيب فقط أذهب إليه مرة واحدة أعرف ما بي ولا أعود وظللت هكذا.

أتجنب تناول الأدوية الكيميائية وأهتم بالعلاج العشبي من الكتب وصفحات النت وكم من الله علي وشفيت من أمراض وتحسنت عندي أمراض مثل الجيوب الأنفية حتى دخلت الكلية وأتذكر عند دخولي من باب الكلية أخذت أقرأ المعوذات خوفا من أن أتعرف على أصدقاء سوء يجروني لتناول المخدرات وكنت من المستحيل أن آخذ من أي أحد من زملائي في الكلية أن حلوي أو طعام أو شراب إلا وألقيه بدون أن يراني أحد، وكليتي (التجارة) هذه دخلتها بناء على طلب والدي ولا أحبها كنت أحب آداب تاريخ كنت أحب التاريخ جدا، وظللت في كلية التجارة هذه أرسب وأرسب وقليل نجاحي فيها ظللت فيها (10سنوات) ثم فصلت وكنت أنام في بعض من الامتحانات نوما عميق لدرجة أن أحد الممتحنين قال لي أنت جاي تنام هنا وبعد أن التزمت في كلية التجارة بعدها ب 5سنين من العشرة فصلت وقد حدثت لي حادثة على الطريق السريع تصادم بين السيارات نجاني منها الله بدون خسائر أو عجز وقد مات فيها السائق.

عند نقلي في الإسعاف كنت أرتعد خوفا من النزيف الداخلي وكنت أدعو الله أن لا يكون عندي نزيف داخلي وخصوصا في المخ وخرجت من المستشفى بحمد الله وبعد الحادث أصابني الخوف من الموت يضيق صدري ويزداد النور وأشعر أني أموت خلاص سوف أموت أظل مستيقظا إلى الفجر أو أنام قبله بساعة، وأنزل للفجر وأنا سعيد لقد أذن الفجر ومن شدة التعب قد أنام في الصلاة لقد اشتد أمر هذا الوسواس وسواس الموت ماذا أفعل أريد أن أنام بعد العشاء أظل مستيقظا قرب الفجر خائفا من الموت وأشعر أني أموت فعلا
حالة الوسواس بدئت تاخذ أعراض أخري كان تاتي ليل و الان أصبحت تاتي نهارو في اي وقت

في الصلاة في الكلية وانا ماشي راكب أتذكر اني قداموت الان و تصحبني (رعشة خفيفة غير ملحوظة لا حظتها عند جلوسي علي أحد الكراسي اكثر من مرة )و من قليل بدء مايشبه الصداع الخفيف و مازال ضيق الصدر يؤرقني بشدة و زيادة الضوء وهذا قليل وعند كتابتي لتلك الكلمات حدث شيء أخر كأنه وميض في طرف عيني ومض هل هذا من الحاسوب أو شيء اخر لقد أرعبني جدا(ظننته ملك الموت) (وعندما أفكر في شيء عارض و مفاجي توقف تلك الاعراض بل و تتلاشي مثال كنت في المسجد تحت وطئة تلك الاعراض و كنت أهم بل الجلوس علي الكرسي فلم يعتدل فاخشيت الوقع و أنشغلت بتلك المفاجاه التي أنستي الاعراض مؤقتا )

ولا أدري ضيق الصدر و الغصة منه أم من (أرتجاع الحامض ) ولكن كل شيء يذكرني ب الموت مروري في الشارع حتي في المسجد لو سجد أحدهم بجوار و أطال السجود أقول قد مات
و بدئت أخشي علي أبي و علي نزول أمي من أن يصبهما مكروه
و كان أكثر مايؤرقني ماذا عندي هل وسواس الموت أم مقدمات للموت
في أحد المرات قابلت عالم من علماء الدين و طبيب نفسي سئلته عن مابي قال لابد لك من علاج كميائي و نفسي و قاللي بعض كلمات أثلجت صدري وعدت سعيد جدا وبي فرحة و عرفت أنام ولم أشعر بهذه الاعراض ألى في تاني يوم بعد الظهر و حضرت له درس
وعندما رأيته قلت هذه الاعراض بشدة لا أدري لمذا
و أنا متردد في خوفي من الادوية الكميائية و عذابي من هذه الاعراض
أفدوني جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alagblquran.yoo7.com
متى التوبة؟
معالج
معالج
متى التوبة؟


عدد الرسائل : 692
تاريخ التسجيل : 31/05/2007

حالة اعرفها Empty
مُساهمةموضوع: رد: حالة اعرفها   حالة اعرفها Icon_minitime18th يناير 2008, 2:38 pm

الجـــواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي الكريم، فجزاك الله خيراً على رسالتك التفصيلية، وهي بالطبع تدور حول موضوع واحد، وهو المخاوف الوسواسية، أنت لديك مخاوف متعددة، وذات طابع وسواسي، وهي غالباً ما تكون مرتبطة بشخصيتك.

أخي الكريم، نصيحتي لك أولاً هي أن تقنع نفسك الإقناع التام أن هذه الحالة هي حالة وسواسية مرتبطة ببعض المخاوف التي يخاف منها جميع الناس، ولكن في حالتك هنالك نوع من المبالغة أو الزيادة في هذه الأعراض.

الناس جميعاً تخاف من المرض، الناس جميعاً تخاف من الموت، ولكن بالطبع بدرجات متفاوتة، فأخي ..الخوف من الأمور التي ذكرتها هو أمر موجود، ولكن الإنسان يجب أيضاً أن يجري حواراً مع نفسه ليصل بعد ذلك إلى أن درجة الخوف الذي ينتابه ليست منطقية في الأصل، هذا هو خط العلاج الأول بالنسبة لك، وما هو ما نسميه بالإقناع الذاتي وهو أفضل طرق العلاج.

ثانياً : أرجو أن لا تتردد على الأطباء كثيرًا ، هذا مهم جداً، أنا أعرف أن نفسك قد تسوقك لأن تذهب إلى الأطباء، أو أن تقرأ عن المواضيع المرضية أو ينتابك هذا الخوف، أنا لا أنهاك مطلقاً عن الذهاب للطبيب، ولكن أقول لك لا تتردد على الأطباء، من الأفضل أن يكون لك طبيب واحد تراجعه مرة كل ثلاثة أشهر، وذلك من أجل أن تجري بعض الفحوصات العامة وهذا شيء طيب ومقبول ؛ لأنه يعرف تماماً أن الأشخاص الذين يعانون مثل أعراضك إضافة إلى ما نسميه بالمراء المرضي أو الذي يسميه البعض التوهم المرضي وأنا لا أحب هذه التسمية، هؤلاء الأشخاص يطمئنون كثيراً لمقابلة الأطباء، وقد يظلون بحالة جيدة لأيام قليلة، ولكن بعد ذلك تنتابهم الأعراض المرضية مرة أخرى؛ لذا وجد إذا كان هنالك نوع من الجدول أو التثبيت لمواعيد معينة مع الطبيب أن هذا يساعد كثيراً في زيادة القناعة لدى الإنسان أنه ليس من الجيد أو ليس من الصحيح أن يكون مهموماً أو مشغولاً بهذه المخاوف المرضية لأنه سوف يقابله طبيبه في وقت معين وسوف يقوم الطبيب بطمأنته .

هذا يا أخي في نظري أمراً ضرورياً.

ثالثاً: أنت لديك تصور سلبي نحو الأدوية، ولكن أخي أنا أقول لك أن المرض من قدر الله والدواء أيضاً من قدر الله ولا بد أن نأخذ بذلك، وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية فعالة جداً وأدوية ممتازة وسليمة، أتفق معك أن الأدوية النفسية في السابق كان هنالك حولها الكثير من الإشكالات، ولكن الآن التقدم العلمي المتميز نتج عنه أدوية صنعت بصورةٍ دقيقة وممتازة وهي سليمة جداً، الدواء الذي يُعالج مثل حالتك هو سبراليكس، أنا على ثقة كاملة أن السبراليكس سوف يساعدك كثيرا ً، فأخي أرجو أن تتناوله، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه الشفاء والخير، جرعة البداية هي عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرام واستمر عليه لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة بعد ذلك إلى عشرة مليجرام، واستمر على هذه الجرعة الوقائية لمدة ثلاثة أشهر أخرى، إذاً أخي الكريم هو إن شاء الله دواء سليم ودواء مفيد، وهي حبة واحدة في اليوم، وهذا بالطبع لا يعني أي شيء، أنت لديك تجربة سلبية مع العقار الذي يعرف باسم أوراب، وأنا أتفق معك أن الأوراب يسبب الكثير من الآثار الجانبية، وهو يستعمل كثيراً في التوهم المرضي في السابق، ولكن الآن لا ننصح باستعماله كثيراً إلا في حالاتٍ معينة.

رابعاً : أريدك أن تكتب على ورقة كل المخاوف التي تعاني منها، وبعد ذلك تبدأ في مواجهتها، مواجهتها في الواقع، ومواجهتها في الخيال لأن التجنب لمصادر الخوف دائماً يؤدي إلى زيادتها، فعليك أخي أن تواجه هذه الصعاب النفسية البسيطة، والتي هي حقيقة سيطرت على مزاجك وعلى كيانك لأن هنالك أصلاً مبالغة في الأعراض وهذا ربما يرجع لشخصيتك.

خامساً : أخي أنت في مرحلة الدراسة، وعليك أن تركز وتجتهد حتى تتميز وعليك أن تستفيد من وقتك بقدر المستطاع، هذا الترتيب الجيد لإدارة الوقت يصرف عن الإنسان الانشغال بالأعراض النفسية.

أخي بالتأكيد من النقاط المهمة جداً هي تخير الصحبة الطيبة، وأنا على ثقة كاملة أن المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد تبعث على الطمأنينة وتفرج الكثير من كرب الإنسان، وتجعله يلتقي بالخيّرين، وأنا على ثقة كاملة أن هذا سوف يدفع عنك المخاوف من الموت، وإن شاء الله سوف يفيدك الشيخ الهنداوي جزاه الله خيرا الكثير في هذا السياق.

أسأل الله لك العافية وبالله التوفيق والسداد.

-------------------
انتهت إجابة الدكتور محمد عبدالعليم وتليها إجابة الشيخ أحمد الهنداوي لمزيد فائدة:

فواضح أنك بالفعل تعاني معاناة شديدة وأنك قد وصلت إلى مرحلة تشعر فيها بضيق الصدر، تشعر أنه لابد من الخلاص من هذه الحالة، فإن هذه المخاوف قد تسلطت عليك فأصبحت لا تذوق طعم السعادة الحقيقية، فأنت دومًا في هم وفي حزن وفي تفكير وفي قلق، وحتى في حالات هدوء نفسك تخاف من أن ترجع إليك هذه الحالة إليك وهذا التفكير من جديد فينغص عليك ذلك لحظات السعادة التي قد تتناسى فيها شيئًا ما هذه المخاوف، ولكي يتضح لك الأمر وتطمئن على حقيقة ما لديك نود أن نفصل لك بتحليل لطيف كيفية وصولك إلى ذلك لتستفيد فائدة عظيمة نشير إليها - بإذن الله تعالى – بعد أن نسرد لك التفصيل لحالتك:

فأنت في الأصل شابٌ لطيف المشاعر، أي أنك رقيق الإحساس وهذا الذي قد يعبر عنه في اصطلاح الناس (حساس)، وهذه - بحمد الله عز وجل – ليست صفة مذمومة؛ فإن رقة المشاعر أمر محمود، ولكن إذا كان يؤدي ذلك إلى الاعتدال – كما سيأتي إن شاء الله الإشارة إلى ذلك أيضًا – فهذه الرقة التي لديك في المشاعر والأحاسيس تجعلك تتأثر بسرعة للمواضيع العاطفية، تتأثر لمن تحب، فأنت تحب والدك ووالدتك، فأنت تحب أسرتك، تحب بعض الناس العزيزين عليك لتخشى عليهم، وأيضًا بحكم الفطرة تحب نفسك، تحب لها المصلحة وتكره لها الأذى، وهذه فطرة قد ركبها الله تعالى في نفس الإنسان، فهو مجبول على أن يدفع الضر عن نفسه وعلى أن يجلب الخير لها، ثم تنامى لديك هذا التفكير حتى تحول إلى تفكير قلقي فصرت تقلق من حصول الآفات لك، تقلق من حصول الأعراض العادية لبعض الأمراض البسيطة اليسيرة حتى تكون دالة على بعض الأعراض الشديدة، والتي قد تكون أمراضًا فتَّاكة كالسرطان مثلاً أو مرض فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز)، أو غير ذلك من الأمراض الخطيرة التي تخشى على نفسك منها كمرض القلب مثلاً والجنون وغيرها من الأمراض التي يرعبك مجرد ذكرها في نفسك واحتمال أن تصاب بها.

مضافًا إلى ذلك: أن لديك رهبة من الموت كسائر الناس، لكنَّ هذا التفكير القلقي جعل هذه الرهبة تزيد في نفسك حتى تحولت إلى وساوس فيها نوع من الحدة والشدة في بعض الأحيان.

فالحاصل أن لديك تسلسل قد أدى إلى هذه الحالة، فابتداءً انطلقت من التفكير القلقي، ثم نتج من ذلك شيء من الوسوسة، ثم تطور إلى مخاوف قد استحكمت شيئًا ما في بعض الأحوال، ثم أدى ذلك إلى نوع من الهم والحزن والذي يمكن أن يوصف بأنه كآبة تمر بها في بعض الأحيان، وهذا تسلسل طبيعي لهذه الأمور، فإن شدة هذه المخاوف عليك بهذه الصورة تؤدي إلى الهم والحزن لا محالة - كما لا يخفى على نظرك الكريم – وبهذا يثبت لك بحمدِ الله أنك لا تعاني من أي مرض خطير، فأنت لا تعاني من أي مرض عقلي - بحمد الله عز وجل – ولا تعاني كذلك من أمراض عضوية في بدنك، وخير شاهد على ذلك هذه الفحوصات الكثيرة التي لا تحصيها عدًّا والتي أثبتت جميعها واتفقت كلمتها على أنك سليم معافى، فيبقى هاهنا أن تنتقل إلى الوضع السليم الذي يخرج من دائرة هذه الوساوس وهذه المخاوف حتى تعيش حياتك سعيدًا مسرورًا وتمارس أعمالك بصورة طبيعية سليمة.

فإن قلت: فكيف لي بذلك فإنني قد ضاق بي الحال حتى إنني عبرت عن هذه الحالة بهذا العنوان الذي قلت فيه: (الموت حولي لا أستطيع الحياة)؟

فالجواب: إن عليك أن تتبع خطوات سهلة ميسورة ستجد - بإذن الله عز وجل – أنك قد ظفرت ببغيتك وراحتك من خلالها - بإذن الله عز وجل ومنِّه وكرمه – فأول خطوة هي:

1- أن تبدأ بداية ليست ككل البدايات، إنها البداية مع الله، إنها حسن التوكل على الله جل وعلا، إنها تفويض أمرك إلى الله، إنها أن تعتمد بقلبك اعتمادًا تامًا على ربك ومولاك، وهذا يقودك إلى الشفاء من كل هذه الحالة التي تعاني منها، فأنت الآن تخشى الموت، تخشى المرض، تخشى الأدواء الشديدة كمرض السرطان، تخشى على نفسك من أن يحصل لك مكروه أيًّا كان نوعه، تخشى على أحبتك من أن يصابوا بأي شيء يجعلهم يفارقون هذه الحياة، تخشى على والديك إذا خرجوا، فكل هذا ينبغي أن تنزله منزلته، بحيث تقول لنفسك: ألست مؤمنًا بأن الله جل وعلا قد قدَّر مقادير كل شيء؟ ألستُ موقنًا أن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني؟ ألم يخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أن الملَك يبعث إلى الجنين وهو في بطن أمه فيؤمر بكتب أربعة كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فعلام إذن أجزع من أمور قد فرغ منها، وقد كتبها الله تعالى وهي لا محالة سوف تتم وسوف تقع، فما نفع جزعي وخوفي من أمور قد كتبها الله تعالى وتصيبنا لا محالة؟ ها أنا الآن قد خفت على والدَي فهل يجدي خوفي شيئًا؟ هل سيمنع عنهما الموت؟ هل سيمنع عنهما الإصابة بأي مرض، وفي نفس الوقت هل سيأتيهما الشر لو أنني لم أخف عليهم هذا الخوف على هذا النحو؟

وكذلك بالنسبة لنفسي ها أنا الآن أصاب بالزكام أو بالصداع أو ببعض الأعراض العادية كسائر الناس، وأتوكل على ربي طالما أن الأمر عادي - بحمد الله عز وجل – ولا يوجد أي آثار تدل على أن المرض عضال وفتَّاك.

فبهذا النظر يحصل لك هدوء نفس لأنك قد ركنت إلى قدَر ربك؛ لأنك قد علمت أن الذي يدبر أمرك هو رب رحيم رب كريم رب قد كتب مقادير الخلائق كلها قبل أن يخلقهم بخمسين سنة، فما نفع هذا الجزع وما نفع هذا الخوف الذي لا طائل من ورائه؟ فبهذا يحصل لك ركون إلى الله جل وعلا، ثم بعد ذلك تنتقل إلى أن تتلو على نفسك هذه الآية متمعنًا فيها: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

إذن فلماذا لا أفزع إلى الله ولماذا لا ألجأ إليه فسأله جل وعلا السلامة والعافية، ها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وهو أكمل الخلق وأشرفهم وأعظم يقينًا وتوكلاً يدعو فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيئ الأسقام)، فهكذا فلتوجه نفسك بالدعاء بسؤال الله العفو والعافية، كما كان - صلوات الله وسلامه عليه – يعلمنا صباح مساء أن نقول: (اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) فبهذا يركن قلبك إلى الله، ولتنتقل إلى الخطوة الثانية وهي:

2- أن تسأل نفسك: ما هي حقيقة الموت؟.. إن الموت لابد أن يصيب الناس جميعًا، وإنه أمر لا مهرب منه ولا مفزع منه، فاسأل نفسك ما هي حقيقة الموت؟ لقد أجمع كل الخلق كافرهم ومؤمنهم صالحهم وطالحهم على أن الموت أمرٌ لا مفر منه.. نعم نحن نكره الموت بحكم طبيعتنا الإنسانية؛ لأن الله جبلنا على أن نكون ميَّالين لهذه الحياة محبين البقاء فيها، فهذا أمرٌ جبلي؛ ولذلك سألت عائشة - رضي الله عنها – رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عندما قال: (من أحب لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). فقالت عائشة - رضي الله عنها - سائلة مستفهمة: يا رسول الله فكلنا نكره الموت – أي كلنا لا نحب أن نموت لما جبلنا عليه من حب هذه الحياة وحسب الفطرة البشرية – فقال صلى الله عليه وسلم: (ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بُشر – أي عند موته وعند احتضاره – برضوان الله أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، والكافر إذا بشر بسخط الله – والعياذ بالله – كره لقاء الله فكره الله لقاءه) والحديث مخرج في الصحيح.. فالمقصود أن يحصل لك هذا النظر السليم.

نعم الإنسان يكره الموت كراهية طبيعية، ولكن لا ينبغي أن يحصل رعب من الموت يفسد على الناس حياتهم، ها أنت ترى الآن الكفار الذين مأواهم جهنم وبئس المصير لا يقع لهم مثل هذا الخوف وأنت أجدر بألا يقع مثل هذا الخوف وأنت الشاب المؤمن الذي قد عرف ما عند الله جل وعلا لعباده المؤمنين وما أعده لهم من الكرامة، فبهذا يحصل لك اعتدال في النظر إلى حقيقة الموت وعدم الفزع منه؛ لأن الموت لأي إنسان في وقت محدد في ساعة معينة وبطريقة معينة وفي أرض بعينها، كل ذلك بقضاء الله فعلام إذن الجزع، فهل ينفع حذرك من وقوع القدر؟!

إن عليك إذن أن تهدّئ نفسك وأن تنظر هذه النظرة السليمة فتنزل الأمور بحقائقها فيستقيم أمرك تمام الاستقامة، فإن تصحيح النظرة إلى الأشياء ومعرفة حقائقها على ما هي عليه تزيل منك كل أثر سيئ - بإذن الله جل وعلا – وتقلب تلقائيًا النظرة السلبية إلى نظرة إيجابية والتفكير الذي وقع فيه الغلو والزيادة إلى التفكير المعتدل الذي يقودك إلى إحسان العمل وإلى بذل الوسع في طاعة الرحمن، والخطوة الثالثة هي:

3- أن تتقرب إلى الله جل وعلا، فأنت الآن تخشى أن تتعاطى بعض المحرمات خوف من الموت، فليكن خوفك من الله جل وعلا، بحيث تقول: أنا أترك هذه المحرمات ابتغاء ما عند الله جل وعلا، طلبًا لمرضاته.. نعم الإنسان يدفع عن نفسه الضر ويعلم أن في هذا الأمر مضرة فيبتعد عنه بحكم فطرته ولكنه يحسن من نيته لتكون هذه النية هي طلب ما عند الله جل وعلا، فأنت تتجنب رفقة السوء امتثالاً لقول النبي - صلوات الله وسلامه عليه -: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة) متفق عليه.

وأنت تترك المحرمات امتثالاً لأمر الله جل وعلا ووقوفًا عند حدوده، فبهذا يتقوى إيمانك، وها أنت بحمدِ الله تصلي الفجر وتؤدي الجماعة في المسجد، فأنت إذن حريص على طاعة الله، وأنت إن شاء الله من المهتدين الذين يعمرون مساجد الله، فعليك بزيادة القرب من الله جل وعلا والتوكل عليه واعتماد قلبك عليه. وأيضًا فهذا يقودك إلى الخطوة الرابعة وهي:

4- الحرص على المخالطة الاجتماعية الصالحة، فأنت تنتقي صحبتك الطيبة انتقاء أطايب الثمر ولا تخالط إلا من تجد منه الفضل في منطقه وفي فعله، ويدل حاله على الله جل وعلا، فبهذا تستفيد منهم في الأخلاق وفي الأعمال، بل وفي الفقه والشعور وتكتسب منهم قدرات اجتماعية حسنة فاضلة، فهذا من أوكد الأمور. والخطوة الخامسة – وهي من آكد الخطوات – وهي:

5- تقطع الفكرة السيئة، فإذا وردت على ذهنك فكرة عن الموت وأنه قد يهجم عليك الآن، وأنك قد تتعرض للهلاك وأنك قد تتعرض للتلف أو أنه سيصيبك هذا المرض الخطير، فلا تلتفت إلى ذلك، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قم فصل ركعتين إن استطعت، وتشاغل بذكر الله عن هذه الأفكار، ولا تلتفت إليها، فتيقظك لهذه الخطرات ومحاربتها من آكد الأمور فانتبه لذلك. والخطوة السادسة هي:

6- الترفيه عن نفسك بالطيبات المباحة لاسيما النزهة البريئة وممارسة الرياضة الخفيفة، بحيث تبتدئ نظامًا للمشي بمقدار نصف ساعة في الأسبوع الأول ثم ترفعها إلى أربعين دقيقة في الأسبوع الثاني حتى يستقر بك الأمر إلى مقدار ساعة من المشي ذهابًا وإيابًا فإن هذا يعين على تفريغ الطاقات النفسية لديك ويحسن من أدائك النفسي تحسينًا جيدًا وقويًّا.

ونود أن تعمل بهذه الخطوات وأن تحرص عليها، وستجد ثمرتها عاجلاً غير آجل بإذن اللهِ وأن تعيد الكتابة إلى الشبكة الإسلامية بعد أسبوعين مع ذكر الثمرات والنتائج التي توصلت إليها لنمدك بمزيد من الإرشاد والتوجيه في هذا الشأن، والله يتولاك برحمتِه ويرعاك بكرمه.

ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين.

وبالله التوفيق.

المجيب : أ/ الهنداوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alagblquran.yoo7.com
حافظة كتاب الله
مدير مجموعة فريق عمل الموقع
مدير مجموعة فريق عمل الموقع
حافظة كتاب الله


عدد الرسائل : 870
تاريخ التسجيل : 01/10/2007

حالة اعرفها Empty
مُساهمةموضوع: رد: حالة اعرفها   حالة اعرفها Icon_minitime18th يناير 2008, 7:13 pm

اللهم اشفي مرضانا و مرضى المسلمين .. و جزا الله خيرا كل الرقاة و المعالجين بالقرءان و جعلها الله في ميزان حسناتهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسامه
عضو ذهبى
عضو ذهبى
اسامه


عدد الرسائل : 235
تاريخ التسجيل : 22/06/2007

حالة اعرفها Empty
مُساهمةموضوع: رد: حالة اعرفها   حالة اعرفها Icon_minitime14th أبريل 2008, 11:54 pm

اللهم فرج كرب أخى واعفو عنه
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حالة اعرفها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع علاج بالقرآن والسنة تحت إشراف فضيلة الشيخ سامى عثمان :: قسم الشيخ سامى :: النفس-
انتقل الى: