في أوقات كتير بيصاب الواحد مننا بحالة تناحة يمكن تسميتها بالتأمل ، التأمل في كل حاجة حوالينا ملموسة او محسوسة او مفقودة ، حالة التأمل مع الوقت بترسب قناعات بالنسبة لي بشوفها صحيحة بنسبة كبيرة ، مثلاً … سيطرت فكرة الموت على دماغي من تانية ثانوي تقريباً ، والفكرة دي بتسيطر على دماغ الواحد في حالتين إما البعد الكامل عن ربنا والتوهان في اشباع الرغبات المتعجلة بالنجاح وغيره ، واما في حالة القرب الأكتر من ربنا ومراجعة النفس … في الحالتين هاجس الموت ممكن يكون ايجابي جدا وممكن يكون سلبي وهادم لكل قوة داخلية راغبة في الصبر لتحصيل المراد بالنجاح في الدنيا والفلاح في الاخرة
المهم اني من اكتر من اسبوعين والموضوع مسيطر تماماً على دماغي ، تغلبت عليها بسرعة لاني عارف ان استمرارها غلط ، لغاية يوم الحد اللي فات ..كنت في بيت العيلة بدور في كتب بابا على كذا كتاب محتاجة ولاقيت جوه كتاب فيهم ورقة مكتوبة بخط بابا وعليها مكتوب ” وصية شرعية ” رميت اللي ف ايدي وبدأت اقراها ، صيغة الوصية الشرعية بديباجتها الأولى كما هي بلا اضافات ، بعدها كتب والدي يوصي أهله بالانتهاء عن كل ما حرم الله ونهى عنه من اللطم وشق الجيوب والنواح واقامة السرادقات التي تمتليء بالنميمة وكل ما يلهي عن ذكر الله ، الى ان وصلت الى وصيته عن كتبه ، بابا كتب الوصية دي قبل جوازه وفي بداية التزامه ولذلك أوصى بعدم بيع كتبه ووقفها لله او اعطائها لأصغر اخواته سناً لانه بيحب القراءة ، انهيت قراءة الوصية ” مكتوبة سنة 77 تقريباً ” ولم انتهي بعد من بكائي ، نسيت تماماً ما كنت أبحث عنه وفضلت ان أبقى هكذا صامتاً ” متنحاً ” لا أنطق بشيء
بعدها وعلى قناة المحور لاقيت سهرة خاصة عن الشيخ الشعراوي رحمه الله ، كانت سيرة الرجل وكلام اولاده وتلامذته ومحبيه عنه تصيبني بمزيد من الكسوف من ربنا ، هذا الرجل على عـِظـم ما قدمه للاسلام كان يلتمس لحظاته كلها في تقديم العون للناس ومساعدة المحتاجين والدعوة الى الخير ، عرضوا بعدها الحلقة الأخيرة من مسلسل إمام الدعاة ولامست قلبي وأبكتني وتوحدت مع الأحداث بشكل غريب مش عارف ليه ، بعدها - مش عارف ايه الموضوع فعلاً - بحول على قناة العفاسي لاقيت نشيدي ” وقفت على القبور ” للشيخ مشاري راشد ..والنشيد ده في أي وقت بسمعه لازم يأثر فيا هو أو قصيدة زين العابدين عن الموت وخاصة البيت ده
صلوا علي صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمني
بعدها نزلت للفجر ورجعت نمت وحالة الصمت والهدوء وقبضة بسيطة عميقة في قلبي ما زالت تلازمني …
صحيت واندمجت في العمل وقعدت ابص على وشوش الناس وافكر في مليون فكرة ، بعدها دخلت ع النت لوقت قصير ولسه يدوب بسمي لاقيت على بلوج رشا رسالة ان والدها الموسيقار حسن ابو السعود توفاه الله ، قلبي اتقبض واختقنت بالبكاء ومبقيتش عارف أعمل ايه ، صدمتني الرسالة والخبر لاني عارف قدر الموضوع وتأثيره على واحدة من أقرب الصديقات ليه ، يمكن كمان لاني تقريبا عارف قصة حياة الراجل وبداياته وعصاميته في بداية حياته ومعاناته ، حكت لي كتير اوي عنه وعن طيبته وعن حضنه وجدعنته ، كنت بقول كتير اني بحس انه ومحمد فؤاد وخالد عجاج من الناس الطيبين اللي تتحس طيبتهم وجدعنتهم وتلقائيتهم في كلامهم ، حسن أبو السعود كان عازف على أوتار الألم والحزن كما هي سمة الكثير من ألحانه لكنه كان مرح وابن نكتة وحكاياته وكلامه التلقائي واحساسي بيه كأب اللي اتنقل لي كتير من رشا خلاني أحبه ، سعادتها وانبساطها لما بتكون مخنوقة وتروح له عشان بس تحضنه وتعيط بعدها ، دلعه وتهريجه وحنيته ..حاجات كتير متتحسش من الكلام ومينقلهاش الا قلب استوعب الحب ده …عارفين … الاحساس بالفقد ميبانش أوي ساعة الفقد لكن يبان أكتر بعدها ، وقت الاحتياج ، وده اللي يخليني مقتنع أكتر اننا فعلاً بجد محتاجين كامل التوكل على الله في كل حاجة … رحل حسن أبو السعود بعدما شهد بوحدانية الله ورسالة نبيه صلى الله عليه وسلم … ربنا يرحمه ويتجاوز عن سيئاته ويضاعف من حسناته ويشمله برحمته ويلحقه بالجنة انه ولي ذلك والقادر عليه
عارفين … انا خايف وقلبي موجوع وقاعد أفكر ، احنا بقى لو عرفنا هنموت امتى هنعمل ايه !؟ لأ … مش هنقضي كل وقتنا نعمل كل حاجة صح ونبعد فجأة عن كل حاجة غلط ، لأ برضه مش هنحس بالوحشة والافتقاد لعطف ربنا ورحمته اللي فاقت رحمة الأم بوليدها ، لأننا خايفين منه أكتر ما بنحبه ، اللي يحب أكتر ما يخاف بيرتاح لما يرجع للي يحبه ، واللي بيخاف أكتر ما يحب بيحسبها كتير وبيحس بالخجل والكسوف من عدم القبول .. مع اننا عارفين وبنردد دايماً
واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان
مش عارف ، كلامي ده مش مقصود بيه اوعظ غيري ، بفكر بصوت عالي وحاسس اني مش لوحدي بفكر كده ، مش كاره الحياة خالص ولا هنصرف عن تحقيق ما أتمناه طالما كان طريقه صح ، بس نفسي لما اراجع نفسي ونراجع نفسنا نفكر في حاجة واحدة بس … ايه قيمة كل غلط بنرتكبه لو النهاية هي الموت والحساب ؟ ايه قيمة السعادة الوقتية لو كانت غلط طالما انها منقضية وكمان هنتحاسب عليها ! لسه بفكر بصوت عالي وقلب موجوع وعقل مليان تركيز في تحقيق الأفضل بنية صح والدعاء بنهاية صح
وبس
ارجو الدعاء اخوكم فى الله الى القاء فى جنات الفردوس باذن الله تعالى
موضوع: هو احنا بنموت امتى 
8th يوليو 2007, 10:58 pm
